التحقیق فی نفی التحریف (4)

پدیدآورالسیدعلی المیلانی

نشریهتراثنا

شماره نشریه10

تاریخ انتشار1389/02/15

منبع مقاله

share 965 بازدید
التحقیق فی نفی التحریف (4)

السید علی المیلانی
الباب الثانی

أهل السنة والتحریف

إن المعروف من مذهب أهل السنة هو نفی التحریف عن القرآن الشریف وبذلک صرحوا فی تفاسیرهم وکتبهم فی علوم القرآن ، ولا حاجة إلى نقل نصوص عباراتهم .
لکن الواقع : أن أحادیث نقصان القرآن الکریم فی کتب أهل السنة کثیرة فی العدد ، صحیحة فی الاسناد ، واضحة فی الدلالة .
أما الکثرة فی العدد ـ والتی اعترف بها بعضهم أیضا کالالوسی ـ فلا نهابها ولا نأبه بها من حیث هی مطلقا ، وإنما المشکلة فی صحة هذه الاحادیث ووضوحها فی الدلالة ، حتى لو کانت قلیلة .
وذلک : لانها مخرجة فی الکتب الستة المعروفة بـ « الصحاح » عندهم ، والتی ذهب جمهورهم إلى أن جمیع ما اخرج فیها مقطوع بصدوره عن النبی الاکرم صلى الله علیه وآله وسلم ، لا سیما کتابی البخاری ومسلم بن الحجاج النیسابوری ، هذین الکتابین الملقبین بـ « الصحیحین » والمبرأین عندهم من کل شین ، فهی فیهذه الکتب ، وفی کتب اخرى تلیها فی الاعتبار والعظمة یطلقون علیها اسم « الصحیح » واخرى یسمونها بـ « المسانید » .
ولانها نصوص ـ والنص یمتنع حمله أو تأویله على بعض الوجوه ـ فلا طریق للجمع بینها وبین الاحادیث الاخرى والادلة النافیة لتحریف الکتاب ، کما کان الحال فی أغلب الاحادیث الشیعیة فی هذا الباب .
وعلى أساس هذین الامرین ـ الصحة فی السند ، والوضوح فی الدلالة ـ قد ینسب القول بتحریف الکتاب المبین إلا أصحاب تلک الکتب ، ورواة أخبارها أجمعین ، بل إلى جمهور أهل السنة من السابقین واللاحقین ، وبه صرح بعضهم کما لا یخفى على من راجع کتبهم .
هذه هی المشکلة ، المشکلة التی لم تکن فی الباب الاول ، أحادیث صحیحة وصریحة تفید التحریف والنقصان ، وشبهات حول القرآن .
فهل من حل ؟
لا حل إلا الحمل علىالنسخ ، أو رفع الید عن الامر الاول .
ذهب الاکثر إلى الاول ، والصحیح هو الثانی ، وبه قال الاقل .
وإلیک تفصیل کل هذه القضایا فی فصول :

الفصل الاول

أحادیث التحریف فی کتب السنة

قد ذکرنا أن المعروف من مذهب أهل السنة هو موافقة الشیعة الاثنی عشریة فی القول بصیانة القرآن الکریم من التحریف ، فیکون هذا القول هو المتفق علیه بین المسلمین ، بل نقل إبن حجر العسقلانی ـ وهو من کبار حفاظ أهل السنة ـ أن الشریف المرتضى الموسوی ـ وهو أحد أعاظم علماء الشیعة وأئمتهم فی مختلف العلوم ـ أنه کان یکفر من یقول بنقصان القرآن .
وإذا کان المعروف من مذهب أهل السنة ذلک ، فمن اللازم أن یکونوا قد تأولوا أو أعرضوا عما جاء فی کتبهم من الاحادیث الصریحة بوقوع التحریف وغیره من وجوه الاختلاف فی القرآن الکریم عن جماعة کبیرة من أعیان الصحابة وکبار التابعین ومشاهیر العلماء والمحدثین .
والواقع أن تلک الاحادیث موجودة فی أهم أسفارالقوم ، وإن شق الاعتراف بذلک على بعض کتابهم ، وهی کثیرة ـ کما اعترف الالوسی (1) ـ ولیست بقلیلة کما وصفها الرافعی (2) .
هذا مضافا إلى مادل على وقوع الخطأ واللحن فی القرآن ، والزیادة فیه ، وتبدیل لفظ منه بلفظ آخر .
ولنذکر نماذج مما رووه عن الصحابة فی الزیادة والتبدیل ، ثم ما رووه عنهم فی النقیصة ـ وهو موضوع هذا الفصل ـ ثم طرفا مما نقل عن الصحابة من کلماتهم وأقوالهم فی وقوع الخطأ واللحن فی القرآن .

الزیادة فی القرآن

فمن الزیادة فی القرآن ـ فی السور ـ ما اشتهر عن عبدالله بن مسعود وأتباعه
من زیادة المعوذتین ، فقد روى أحمد وغیره عن عبدالرحمن بن یزید : « کان عبد الله ـ یحک المعوذتین من مصاحفه ، ویقول : إنهما لیستا من کتاب الله تعالى » (3) وفی الاتقان : قال ابن حجر فی شرح البخاری : « قد صح عن ابن مسعود إنکار ذلک » (4) .
ومن الزیادة ـ فی ألفاظه ـ : ما رووه عن أبی الدرداء من زیادة « ما خلق » فی قوله تعالى : « وما خلق الذکر والانثى » (5) ففی البخاری بسنده عن علقمة : « دخلت فی نفر من أصحاب عبدالله الشام ، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال : أفیکم من یقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأیکم أقرأ ؟ فأشاروا إلی فقال : إقرأ ، فقرأت : واللیل إذا یغشى والنهار إذا تجلى والذکر والانثى فقال : أنت سمعتها من فی صاحبک ؟ قلت : نعم . قال : وأنا سمعتها من فی النبی وهؤلاء یأبون علینا » (6) .
وفی روایة مسلم والترمذی : « أنا والله هکذا سمعت رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ یقرأها ، وهؤلاء یریدوننی أن أقرأها : وما خلق ، فلا اتابعهم » (7) .

التبدیل فی الالفاظ

ومن التغییر والتبدیل فی ألفاظ القرآن ما رووه عن ابن مسعود أنه قد غیر « إنی أنا الرزاق ذو القوة المتین » إلى : « إن الله هو الرزاق . . . » (8) ففی مسند أحمد وصحیح الترمذی ، بسندهما عنه ، قال « أقرأنی رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ : « إنی أنا الرزاق ذو القوة المتین » قال الترمذی : « هذا حدیث حسن ـ صحیح » (9) .
وما رووه عن عمر انه کان یقرأ : « فامضوا إلى ذکر الله » بدل « فاسعوا . . . » ففی الدر المنثور عن عدة من الحفاظ والائمة انهم رووا عن خرشة ابن الحر ، قال : « رأى معی عمر بن الخطاب لوحا مکتوبا فیه : إذا نودی للصلاة من یوم الجمعة فاسعوا إلى ذکر الله (10) فقال : من أملى علیک هذا ؟ قلت: ابی ابن کعب ، قال : إن ابیا أقرؤنا للمنسوخ ، قرأها ، فامضوا إلى ذکر الله . . . »(11) .

نقصان القرآن

وأحادیث نقصان القرآن منها ما یتعلق بالسور ، ومنها ما یتعلق بالایات وأجزائها ، فمن القسم الاول :
أ ـ الاحادیث الواردة حول نقصان سورة الاحزاب ، ومنها :
1 ـ ما رواه الحافظ السیوطی ، بقوله: « أخرج عبدالرزاق فی المصنف ، والطیالسی ، وسعید بن منصور ، وعبدالله بن أحمد فی زوائد المسند ، وابن منیع والنسائی ، والدارقطنی فی الافراد ، وابن المنذر ، وابن الانباری فی المصاحف ، والحاکم ـ وصححه ـ وابن مردویه ، والضیاء فی المختارة : عن زر ، قال : قال لی ابی بن کعب : کیف تقرأ سورة الاحزاب ـ أو کم تعدها ـ ؟ . قلت : ثلاثا وسبعین آیة . فقال ابی : قد رأیتها وإنهالتعادل سورة البقرة وأکثر من سورة البقرة ولقد قرأنا فیها : « الشیخ والشیخة إذا زنیا فارجموهما ألبتة نکالا من الله والله عزیز حکیم » فرفع منها ما رفع (12) .
وروى المتقی عن زر بن حبیش أیضا ، قال : « قال ابی بن کعب : یا زر : کأین تقرأ سورة الاحزاب ؟ قلت : ثلاث وسبعین آیة . قال : ان کانت لتضاهی سورة البقرة أو هی أطول من سورة البقرة . . . » (13) .
2 ـ ما رواه الحافظ السیوطی عن عائشة ، أنها قالت : « کانت سورة الاحزاب تقرأ فی زمن رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ مائتی آیة ، فلما کتب عثمان المصاحف لم یقدر منها إلا على ما هو الان » (14) .
3 ـ ما رواه الحافظ السیوطی عن البخاری فی تأریخه عن حذیفة قال : « قرأت سورة الاحزاب على النبی ـ صلى الله علیه وآله ـ فنسیت منها سبعین آیة ما وجدتها » (15) .
ویفید الحدیث الاول المنقول عن ابی بن کعب أنه کان یرى أن الایات غیر الموجودة من سورة الاحزاب ـ ومنها آیة الرجم ـ کانت مما أنزله الله سبحانه على نبیه ، ومن القرآن حقیقة ، وأنها کانت تقرأ کذلک على عهد رسول الله صلى الله علیه وآله حتى « رفع منها ما رفع » ، فما معنى هذا الرفع ؟ ومتى کان ؟
وأما الحدیث الثانی المنقول عن عائشة فی تضمن الجواب عن هذا السؤال ، فإنه یفید أن المراد من « الرفع » هو « الاسقاط » وأنه کان عند ما کتب عثمان المصاحف .
ب ـ الاحادیث الواردة حول نقصان سورة التوبة ، ومنها :
1 ـ ما رواه الحافظ السیوطی بقوله : « أخرج ابن أبی شیبة والطبرانی فی الاوسط ، وأبو الشیخ والحاکم وابن مردویه ، عن حذیفة ، قال : التی تسمون سورة التوبة هی سورة العذاب ، والله ماترکت أحدا إلا نالت منه ، ولاتقرأون منها مما کنا نقرأ إلا ربعها » (16) .
2 ـ ما رواه السیوطی أیضاً بقوله : « أخرج أبو الشیخ عن حذیفة ، قال : ما تقرأون ثلثها » (17) .
3 ـ ما رواه السیوطی أیضا بقوله : « أخرج أبو عبید وابن المنذر وأبو الشیخ
وابن مردویه ، عن سعید بن جبیر ، قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة ! قال : التوبة ؟ ! بل هی الفاضحة ، ما زالت تنزل فیهم حتى ظننا أن لن یبقى منا أحد إلا ذکر فیها » (18) .
4 ـ وروى مثله عن عمر بن الخطاب (19) .
فسورة التوبة کانت فی رأی هؤلاء الاصحاب ـ وهم :
1 ـ عبدالله بن عباس .
2 ـ حذیفة بن الیمان .
3 ـ عمر بن الخطاب .
أضعاف هذا المقدار الموجود منها .
وقد روى رأی هؤلاء کبار أئمة الحدیث والحفاظ المشاهیر من أهل السنة ، أمثال :
1ـ ابن أبی شیبة .
2 ـ الحاکم النیسابوری .
3 ـ الطبرانی .
4 ـ ابن مردویه.
5 ـ ابن المنذر .
ج ـ الاحادیث الواردة حول سورة کانوا یشبهونها فی الطول والشدة بسورة براءة ، ومنها :
1 ـ ما رواه مسلم فی صحیحه ، والحاکم فی مستدرکه ، والسیوطی فی الدر المنثور عن مسلم وابن مردویه وأبی نعیم والبیهقی ، عن أبی موسى الاشعری ، أنه قال لقراء أهل البصرة : « وإنا کنا نقرأ سورة کنا نشبهها فی الطول والشدة ببراءة فنسیتها غیر أنی حفظت منها : لو کان لابن آدم وادیان من مال لابتغى وادیا ثالثا ، ولا یملا جوفه إلا التراب » (20) .
د ـ الاحادیث الواردة حول سورة کانوا یشبهونها بإحدى المسبحات ، ومنها :
ما رواه من ذکرناه فی ذیل الحدیث عن أبی موسى حول السورة السابقة فقد رووا عنه أنه قال : « وکنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات أولها : سبحلله ما فی السماوات ، فانسیتها غیر أنی حفظت منها : یا أیها الذین آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتکتب شهادة فی أعناقکم فتسألون عنها یوم القیامة » .
هـ ـ حول سورتی الخلع والحفد
ذکر الحافظ السیوطی فی الاتقان سورتین سماهما : الحفد والخلع ، وروى أن السورتین کانتا ثابتتین فی مصحف ابی بن کعب ومصحف ابن عباس ، وأن أمیرالمؤمنین علیه السلام علمهما عبدالله الغافقی ، وأن عمر بن الخطاب قنت بهما فی صلاته ، . . . وأن أبا موسى کان یقرأهما (21) .
ولا أثر لهاتین السورتین فی المصحف الموجود .

ومن القسم الثانی ما ورد :

أ ـ حول آیة « الرجم » .
الحدیث حول آیة الرجم وسقوطها من القرآن الکریم أخرجه الشیعة والسنة معا فی کتبهم الحدیثیة ، وذکروه فی کتب الفقه فی أبواب الحدود. فهو موجود فی : « الکافی » و « من لا یحضره الفقیه » و « التهذیب » و « وسائل الشیعة » من کتب الشیعة ، وفی « صحیح البخاری » و « صحیح مسلم » و « مسند أحمد » و « موطأ مالک » وغیرها من کتب السنة .
لکن الاصل فی القضیة هو(عمر بن الخطاب) ومن قال بمقالته من الصحابة ، ولذا حمل السید الخوئی ـ دام ظله ـ ما ورد من طرق الشیعة منه على التقیة (22) .
فالامر من طرف الشیعة مفروغ منه ، وأما مرویات أهل السنة :
1 ـ فقد أخرج البخاری عن عمر بن الخطاب أنه قال : « إن الله بعث محمدا بالحق ، وأنزل علیه الکتاب ، فکان مما أنزل الله آیة الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعیناها ، رجم رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن یقول قائل :
والله ما نجد آیة الرجم فی کتاب الله ، فیضلوا بترک فریضة أنزلها الله .
ثم إنا کنا نقرأ ـ فیما نقرأ من کتاب الله ـ : أن لاترغبوا عن آبائکم فإنه کفر بکم أن ترغبوا عن آبائکم ، أو : إن کفرا بکم أن ترغبوا عن ـ آبائکم . . . » (23) .
وأخرج أیضا عنه قوله :
« إن الله بعث محمدا . . . فالرجم فی کتاب الله حق على من زنى إذا احصن من الرجال والنساء إذا قامت علیه البینة » (24) .
وأخرجه مسلم بن الحجاج أیضا فی صحیحه (25) ، وأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ فی مسنده (26) .
وروى مالک بن أنس ـ إمام المالکیة ـ عن سعید بن المسیب ـ وهو من أکابر التابعین ـ عن عمر قوله : « إیاکم أن تهلکوا عن آیة الرجم أن یقول قائل : لانجد حدین فی کتاب الله ، فقد رجم رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ ورجمنا . والذی نفسی بیده : لولا أن یقول الناس : زاد عمر فی کتاب الله لکتبتها (الشیخ والشیخة فارجموهما ألبتة) فإنا قد قرأناها » (27) .
ورواه أیضا أحمد بن حنبل فی مسنده (28) والحافظ جلال الدین السیوطی
عن عبد الرزاق وأحمد وابن حبان ـ وسیأتی نصه ـ .
وقال الحافظ السیوطی أیضا : « وقد أخرج ابن أشته فی (المصاحف) عن اللیث بن سعد ، قال : أول من جمع القرآن أبو بکر وکتبه زید . . . وأن عمر أتى بایة الرجم فلم یکتبها لانه کان وحده » (29) .
هذا کله عن عمر ، والمستفاد من الاحادیث أنه کان یعلم بکون آیة الرجم من القرآن ، إلا أنه لم یکتبها لکونه وجده ، فلو شهد بها معه أحد من الصحابة لکتب ، وبذلک صرح المحدثون ، قال الحافظ ابن حجر فی فتح الباری : « فلم یلحقها بنص المصحف بشهادته وحده » ولو کانت منسوخة التلاوة لم یجز إلحاقها به حتى لو شهد معه کل الصحابة .
2 ـ وأخرج ابن ماجة عن عائشة ، قالت : « نزلت آیة الرجم ورضاعة الکبیر عشرا ، ولقد کان فی صحیفة تحت سریری ، فلما مات رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأکلها » (30) .
3 ـ وأورد الحافظ جلال الدین عن أبی عبید بسنده عن أبی امامة بن سهل : « أن خالته قالت : لقد أقرأنا رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ آیة الرجم : الشیخ والشیخة فارجموهما البتة بما قضیا من اللذة » (31) .
4 ـ وروى الحافظ السیوطی أیضا عن جماعة من المحدثین الحفاظ عن ابی ابن کعب : أنه کان یعتقد بأن آیة الرجم من القرآن حقیقة ، وقد تقدم نصه فی ما ذکر حول سورة الاحزاب .
نقتصر على هذه الاحادیث حول « آیة الرجم » طلب للاختصار ، وقد لوحظ فیها أن جماعة من الصحابة کانوا یصرحون بأنهم قد قرأوا هذه الایة وعقلوها وحفظوها ، وکان أشدهم إصرارا على ذلک : عمر بن الخطاب ، وهؤلاء هم :
1 ـ عمربن الخطاب .
2 ـ اُبَیٌ بن کعب .
3 ـ عائشة بنت أبی بکر .
4 ـ خالة أبی أمامة بن سهل .
بل المفهوم من حدیث عائشة : أن الایة کانت من القرآن حتى بعد وفاة الرسول صلى الله علیه وآله وسلم . . . وسیأتی مزید کلام فی ذلک .
وقد نقلناهذه الاحادیث عن :
1 ـ صحیح البخاری .
2 ـ صحیح مسلم .
3 ـ مسند أحمد .
4 ـ الموطأ لمالک .
5 ـ السنن لابن ماجة .
6 ـ الاتقان فی علوم القرآن للحافظ السیوطی .
ب ـ حول آیة « الرغبة »
وعن جماعة من الاصحاب أنه کان من القرآن ـ وقد اسقط فیما اسقط ـ آیة : « لا ترغبوا عن آبائکم فإنه کفر بکم أن ترغبوا عن آبائکم » أو نحوه فی اللفظ ، وقد سمیناها بـ « آیة الرغبة » :
1 ـ اخرج البخاری فی (الصحیح) عن عمر بن الخطاب فی حدیث تقدم لفظه : ثم إنا کنا نقرأ فیما نقرأ من کتاب الله أن « لا ترغبوا عن آبائکم فإنه کفر بکم أن ترغبواعن آبائکم » أو : « إن کفرا بکم أن ترغبوا عن آبائکم » (32) .
2 ـ وقال الحافظ السیوطی : اخرج ابن الضریش عن ابن عباس ، قال: کنا نقرأ « لا ترغبواعن آبائکم فانه کفر بکم » أو : « إن کفرا بکم أن ترغبوا عن آبائکم » (33) .
3 ـ وقال الحافظ الجلال السیوطی أیضا : « أخرج الطیالسی وأبو عبید والطبرانی ، عن عمر بن الخطاب ، قال : کنا نقرأ فیما نقرأ » لا ترغبوا عن آبائکم فإنه کفر بکم « ثم قال لزید بن ثابت : أکذلک یا زید ؟ قال : نعم » (34) .
وقد علم من هذه الاحادیث أن جماعة من الصحابة وهم :
1 ـ عمر بن الخطاب .
2 ـ عبدالله بن عباس .
3 ـ زید بن ثابت .
کانوا یعتقدون أن « آیة الرغبة » من القرآن الکریم .
وقد نقلنا هذه الاحادیث عن :
1 ـ البخاری .
2 ـ الحافظ السیوطی عن عدة من الحفاظ وهم :
عبدالرزاق بن همام ، أحمد بن حنبل ، الطبرانی ، أبو عبید ، ابن الضریس ، الطیالسی ، ابن حبان .
ج ـ حول آیة « لو کان لابن آدم وادیان »
1 ـ أخرج مسلم بن الحجاج فی (الصحیح) عن أبی الاسود ، عن أبیه ، قال :
بعث أبو موسى الاشعری إلى قراء أهل البصرة ، فدخل علیه ثلاث مائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خیار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا یطولن علیکم الامد فتقسو قلوبکم کما قست قلوب من کان قبلکم ، وإناکنا نقرأ سورة کنا نشبهها فی الطول والشدة ب « براءة » فانسیتها ، غیر أنی حفظت منها : « لو کان لابن آدم وادیان من مال لابتغى وادیا ثالثا ، ولا یملا جوف ابن آدم إلا التراب » (35) .
2 ـ وقال الحافظ جلال الدین السیوطی : أخرج أبو عبید وأحمد ،
والطبرانی فی « الاوسط » ، والبیهقیفی « شعب الایمان » ، عن أبی واقد اللیثی ، فقال : کان رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ إذا اوحی إلیه أتیناه فعلمنا مما اوحی إلیه ، قال : فجئت ذاتیوم ، فقال : إن الله یقول : « إنا أنزلنا المال لاقام الصلاة وإیتاء الزکاة ولو کان لابن آدم وادیا من ذهب لاحب أن یکون إلیه الثانی ، ولو کان له الثانی لاحبأن یکون إلیهما الثالث ، ولا یملأ جوف إبن آدم إلا التراب ، ویتوب الله على من تاب » (36) .
3 ـ وقال الحافظ السیوطی أیضا : أخرج أبو عبید وأحمد وأبو یعلى والطبرانی ، عن زید بن أرقم ، قال : کنا نقرأ على عهد رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ : « لو کان لابن آدم وادیان من ذهب وفضة لابتغى الثالث ، ولا یملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ویتوب الله على من تاب » (37) .
4 ـ وقال الحافظ السیوطی : أخرج أبو عبید ، عن جابر بن عبدالله ، قال : کنا نقرأ « لو أن لابن آدم ملء واد مالا لاحب إلیه مثله ، ولا یملأ جوف ابن آدم إلا التراب ویتوب الله على من تاب » (38) .
5 ـ وقال الحافظ المذکور أیضا : أخرج البزار وابن الضریس ، عن بریدة ، قال : سمعت النبی ـ صلى الله علیه وآله ـ یقرأ : « لو أن لابن آدم . . . » (39) .
6 ـ وقال أیضا : أخرج ابن الانباری ،عن أبی ذر ، قال : فی قراءة ابی بن کعب : « ابن آدم لو اعطی وادیا . . . » (40) .
وقال أیضا : أخرج أحمد والترمذی والحاکم ـ وصححه ـ عن ابی بن کعب : إن رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ قال : إن الله أمرنی أن أقرأ علیک القرآن ، فقرأ : « لم یکن الذین کفروا من أهل الکتاب » فقرأ فیها : « ولو أن ابن آدم سأل وادیا من مال . . . » (41) .
وروى هذا الحدیث أیضا ابن الاثیر عن الترمذی (42) .
7 ـ وقال الراغب الاصبهانی : وأثبت ابن مسعود فی مصحفه : « لو کان لابن آدم وادیان من ذهب لابتغى معهما ثالثا ، ولا یملأ جوف ابن آدم إلا التراب ویتوب الله على من تاب » (43) .
نکتفی بهذه الاحادیث حول هذه الایة ، وصریح الحدیث الاول المخرج فی (الصحیح) : أن أبا موسى کان یحفظ سورة من القرآن الکریم بکاملها فنسیها ماخلا الایة المذکورة .
وقد علمنا من هذه الاحادیث أن الصحابة التالیة أسماؤهم یعتقدون بکون الایة من القرآن الکریم ، حتى أن ابن مسعود أثبتها فی مصحفه ، وکان ابی ابن کعب یقرؤها ، وقد ذکر أبو واقد أن النبی قد علمه الایة هذه ، وهؤلاء الصحابة هم :
1 ـ أبو موسى الاشعری .
2 ـ أبو واقد اللیثی .
3 ـ زید بن أرقم .
4 ـ جابر بن عبدالله .
5 ـ بریدة .
6 ـ ابی بن کعب .
7ـ عبدالله بن مسعود .
وقد نقلنا هذه الاحادیث عن :
1 ـ مسلم بن الحجاج .
2 ـ إبن الاثیر .
3 ـ الراغب الاصبهانی.
4 ـ الحافظ السیوطی عن جماعة من کبار الحفاظ ومنهم :
أ ـ الحاکم .
ب ـ أبو یعلى .
ج ـ أحمد بن حنبل .
د ـ الطبرانی .
هـ ـ البیهقی .
و ـ البزار .
ز ـ الترمذی .
د ـ حول « آیة الجهاد » .
روى الحافظ جلال الدین السیوطی عن المسور بن مخرمة ما نصه :
قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فیما أنزل علینا : « أن جاهدوا کما جاهدتم أول مرة » فأنا لا أجدها ؟
قال :اسقطت فیما اسقط من القرآن (44) .
فی هذا الحدیث : ان اثنین من کبار الصحابة وهما :
1 ـ عمر بن الخطاب .
2 ـ عبدالرحمن بن عوف .
کانا یعتقدان : أن الایة کانت مما انزل من قبل الله تعالى من القرآن الکریم .
ثم إن معنى قوله : « اسقطت . . . » أنهما کانا یعتقدان بکونها من القرآن بعد وفاة الرسول صلى الله علیه وآله وسلم أیضا .
هـ ـ حول آیة « المتعة »
وهی قوله تعالى : « فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن » (45) ، فقد ورد فی أحادیث القوم عن بعض الصحابة أنه کان یقرأ « فما استمتعتم به منهن (إلى ـ أجل) . . . » وأن بعضهم کتبها کذلک فی مصحفه ، وعن ابن عباس قوله : « والله لانزلها کذلک » وقد صحح الحاکم هذا الحدیث عنه فی « المستدرک » من طرق عدیدة (46) ، وفی التفسیر الکبیر : أن ابی بن کعب وابن عباس قرءا کذلک ، والصحابة ما أنکروا علیهما (47) ، وقال الزمخشری : وعن ابن عباس : هی محکمة ـ یعنی لم تنسخ ـ وکان یقرأ : فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ، ویروى : أنه رجع عن ذلک عند موته ، وقال: اللهم إنی أتوب إلیک من قولی بالمتعة ، وقولی فی الصرف (48) .
وقال الحافظ ابن حجر فی تخریجه : « أما رجوعه عن المتعة فرواه الترمذی بسند ضعیف عنه ، وأما قوله : اللهم إنی أتوب إلیک من قولی بالمتعة فلم أجده » .
وإذا ما لوحظ إلى ذلک ثبوت مشروعیة المتعة وعمل المسلمین بها حتى زمن عمر بن الخطاب ، حیث نهى عنها وأوعد بالعقاب علیها ، حصل القطع بنزول الایة کذلک کما تفید الاحادیث المذکورة ، وأن حذف کلمة « إلى أجل » وقع بعد وفاة النبی صلى الله علیه وآله .
و ـ حول آیة « الصلاة على النبی صلى الله علیه وآله » .
روى الحافظ جلال الدین السیوطی عن حمیدة بنت أبی یونس ، قالت : قرأ ـ علی أبی ـ وهو ابن ثمانین سنة ـ فی مصحف عائشة « إن الله وملائکته یصلون على ـ النبی یاأیها الذین آمنوا صلوا علیه وسلموا تسلیما ـ وعلى الذین یصلون الصفوف ـ الاول ـ .
قالت : قبل أن یغیر عثمان المصاحف » (49) .
یفید الحدیث : ان هذه الزیادة کانت مثبتة فی مصحف عائشة ، ولا شک انها قد سمعت الایة کذلک من النبی صلى الله علیه وآله وسلم ، وکتبتها فی مصحفها کما سمعت ، وبقی المصحف إلى زمن عثمان بن عفان یتلوه الناس ویتداولونه ، حتى قام عثمان فغیر المصاحف وأسقط من الایة هذه الزیادة .
هذا ما یفیده الحدیث ، وهو یدل على أن عائشة والذین کانوا یقرأون مصحفها ـ ومنهم أبو یونس الذی قرأ الایة على ابنته وهو ابن ثمانین سنین کما حدثتنا هی ـ کانوا یعتقدون أن الزیادة تلک من القرآن الکریم على حقیقته .
ز ـ حول آیة « الشهادة »
أخرج مسلم بن الحجاج فی« الصحیح » عن أبی موسى الاشعری أنه قال فی الحدیث المتقدم ، فیما ذکرناه حول سورة کانوا یشبهونها بإحدى المسبحات ـ : « وکنا نقرأ سورة کنا نشبهها بإحدى المسبحات فنسیتها غیر أنی حفظت منها :
یا أیها الذین آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ـ فتکتب شهادة فی أعناقکم فتسألون عنها یوم القیامة ـ» (50) .
وهذا حدیث صحیح لاخراج مسلم إیاه فی (صحیحه) ، وهو یفید أن أبا موسىالاشعری کان یحفظ سورة طویلة ، وکان یقرؤها ، غیر أنه لم یحفظ منها غیر الایة ، وفیها زیادة : « فتکتب شهادة فی أعناقکم فتسألون عنها یوم القیامة » وهی غیرموجودة فی المصحف الموجود .
ح ـ حول آیة « ولایة النبی صلى الله علیه وآله » .
1 ـ قال الحافظ جلال الدین السیوطی : أخرج الفریابی والحاکم وابن مردویه ، والبیهقی فی سننه ، عن ابن عباس ، أنه کان یرأ هذه الایة : « النبی أولى بالمؤمنین من أنفسهم ـ وهو أب لهم ـ وأزواجه أمهاتهم » (51) .
2 ـ وقال الحافظ السیوطى أیضا : « أخرج عبد الرزاق وسعید بن منصور ، واسحاق بن راهویه وابن المنذر والبیهقی ، عن مجالد ، قال مر عمر بن الخطاب بغلام وهو یقرأ فی المصحف : « النبی أولى بالمؤمنین من أنفسهم وأزواجه امهاتهم ـ وهو أب لهم ـ» .
فقال : یا غلام حکها .
فقال : هذا مصحف ابی بن کعب .
فذهب إلیه فسأله فقال : إنه کان یلهینی القرآن ، ویلهیک الصفق بالاسواق » (52) .
فزیادة « وهو أب لهم » ـ بحسب هذین الحدیثین ـ کانت من القرآن الکریم فی رأی صحابیین کبیرین هما :
1 ـ عبدالله بن العباس .
2 ـ ابی بن کعب .
حتى أن عمر لما اعترض على ابی أجابه بقوله « إنه کان یلهینی القرآن ویلهیک الصفق بالاسواق » .
ویفید الحدیث أن مصحف ابی بن کعب کان متلوا بین الناس معتقدین صحته ومعتمدین علیه ، حتى أن عمر لما قال للغلام : « حکها » قال له : « هذه مصحف ابی بن کعب ».
وقد روى الحافظ السیوطی ذلک عن جماعة من أعیان الحفاظ وهم :
1 ـ عبدالرزاق بن همام .
2 ـ سعید من منصور .
3 ـ إسحاق بن راهویه .
4 ـ الحاکم النیسابوری .
5 ـ الفریابی .
6 ـ ابن مردویه .
7 ـ البیهقی .
8 ـ ابن المنذر .
ط ـ حول آیة « الحمیة » .
روى الحافظ جلال السیوطی عن النسائی والحاکم ـ قال:
وصححه ـ من طریق ابن أبی إدریس عن ابی بن کعب أنه کان یقرأ : « إذ جعل الذین کفروا فی قلوبهم الحمیة حمیة الجاهلیة ـ ولو حمیتم کما حموا لفسد المسجد الحرام ـ فأنزل الله سکینته على رسوله » فبلغ ذلک عمر ، فاشتد علیه ، فدعا ناسا من أصحابه ـ فیهم زید بن ثابت ـ فقال :
من یقرأ منکم سورة الفتح ؟
فقرأ زید على قراءتنا الیوم .
فغلظ له عمر ، فقال : إنی أتکلم ؟
فقال : تکلم .
قال : لقد علمت أنی کنت أدخل علی النبی ـ صلى الله علیه وآله ـ ویقرؤنی وأنت بالباب ، فإن أحببت أناقرىء الناس على ما أقرأنی أقرأت وإلا لم أقرأ حرفا ما حییت .
قال : بل أقرىء الناس (53) .
وفی هذا الحدیث : أن عمر بن الخطاب عند ما بلغته قراءة ابی اشتد علیه ثم أغلظ له أمام ناس من الصحابة ، ولکن ابیا خصمه بما قال ،ومعنى ذلک : أن تلک الزیادة قد تعلمها من النبی صلى الله علیه وآله وسلم ، وهو عندما کان یقرىء الناس کان یعتقد بأنه یقرؤهم القرآن الکریم کما انزل على النبی صلى الله علیه وآله .
ولقد کان لاعتقاده الراسخ وجزمه برأیه أثره البالغ فی نفس عمر ، حتى قال له أن اشتد علیه وأغلظ له : « بل أقرىء الناس » .
و قد روى الحافظ السیوطی الحدیث عن :
1 ـ النسائی
2 ـ الحاکم
و ذکر أن الحاکم صحح الحدیث .
ی ـ حوله آیة « کفى الله المؤمنین القتال ».
روى الحافظ جلال الدین السیوطی فی تفسیر قوله تعالى : « کفى الله المؤمنین القتال » (54) عن ابن أبی حاتم وابن مردویه وابن عساکر ، عن ابن ـ مسعود : أنه کان یقرأ الایة هکذا : « کفى الله المؤمنین القتال ـ بعلی بن أبی طالب ـ » (55) .
وهذا الحدیث صریح فی أن عبدالله بن مسعود کان یعتقد أن إسم أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام کان ثابتا فی أصل القرآن الکریم ، وکذلک فی بعض روایات الشیعة ، وللایة نظائر کثیرة کما تقدم فی (الباب الاول) .
وابن مسعود کان من أکثر الصحابة تعلما من رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وحضورا عنده ، حتى روى أهل السنة عنه صلى الله علیه وآله ، فی حقه أحادیث کثیرة منها قوله صلى الله علیه وآله : « تمسکوا بعهد ابن أم عبد » .
ولقد کان مصحفه هو المصحف الوحید المعتمد لدى أمة کبیرة من المسلمین ، وسیأتی أن عثمان بن عفان طلب مصحفه فلم یدفعه إلیه ، فأمر بضربه .
وقد روى الحافظ السیوطی الحدیث عن ثلاثة من أئمة الحفاظ وهم :
1 ـ ابن عساکر .
2 ـ ابن أبی حاتم .
3 ـ ابن مردویه .
ک ـ حول آیة « المحافظة على الصلوات » .
1 ـ ذکر الحافظ ابن حجر العسقلانی : أنه روى مسلم بن الحجاج وأحمد ابن حنبل من طریق أبی یونس عن عائشة : إنها أمرته أن یکتب لها مصحفا ، فلما بلغت : « حافظوا على الصلوات » قال : فأملت علی : « حافظوا على الصلوات ـ والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ » قالت : سمعتها من رسول الله ـ صلى الله علیه
وآله ـ (56) .
ورواه مالک بن أنس أیضا (57) .
2 ـ وروى مالک عن عمرو بن نافع قال : کتبت مصحفا لحفصة ، فقالت : إذا أتیت هذه الایة فاذنی ، فأملت علی : « حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر » (58) .
ورواه الحافظ السیوطی عن عدة من الائمة والحفاظ (59) .
تفید هذه الاحادیث : أن کلمة « وصلاة العصر » کانت ثابتة فی مصحف عائشة وحفصة ، ولو لم تکونا معتقدتین أنها من القرآن حقیقة لما أمرتا بإثباتها ، ولا سیما حفصة ، حیث أمرت الکاتب أن یؤذنها ببلوغه الایة لتملی علیه .
فما هذا الاهتمام البالغ منعائشة وحفصة إلا لعلمهما القاطع بأن « وصلاة العصر » من الایة حقیقة ، وأنها نزلت من الله سبحانه على النبی الکریم صلى الله علیه وآله وسلم .
ورواة هذه الاحادیث هم أئمة أهل السنة أمثال :
1 ـ عبدالرزاق بن همام .
2 ـ أحمد بن حنبل .
3 ـ مالک بن أنس .
4 ـ البخاری .
5 ـ مسلم بن الحجاج .
6 ـ أبو یعلى الموصلی .
7 ـ عبد بن حمید .
8 ـ ابن جریر الطبری .
9 ـ ابن أبی داود .
10 ـ البیهقی .
11 ـ النسائی .
12 ـ الترمذی .
13 ـ ابن حجر العسقلانی .
14 ـ جلال الدین السیوطی .
ل ـ حول آیة « رضاعة الکبیر عشرا » .
أخرج ابن ماجة عن عائشة قالت : « نزلت آیة الرجم ورضاعة الکبیر عشرا ، ولقد کان فی صحیفة تحت سریری ، فلما مات رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأکلها » (60) .
وأخرجه غیره أیضا .
وظاهره أن الایة کانت مما یتلى ویقرأ من القرآن حتى وفاته صلى الله علیه وآله ، ومقتضى ذلک أن تذکر الایة فی القرآن وتحفظ عند جمعه حتى لو فرض نسخ حکمها .
م ـ حول آیة « یا أیها الرسول بلغ . . . »
قال الحافظ السیوطی : أخرج ابنمردویه عن ابن مسعود ، قال : کنا نقرأ على عهد رسول الله ـ صلى الله علیه وآله ـ « یا أیها الرسول بلغ ما انزل إلیک من ربک ـ إن علیا مولى المؤمنین ـ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله یعصمک من الناس » (61 ) .
وهذا موجود فی کتب الشیعة من طرقهم ، ولقائل أن یقول : لعل وجود هذا ونحوه فی مصحف ابن مسعود هو السبب فی رفض القوم له ، وإصرارهم على ـ أخذه منه وإعدامه .
ن ـ حول آیة « إن الله اصطفى آدم . . . »
أخرج الثعلبی بسنده عن أبی وائل قال : « قرأت فی مصحف عبدالله بن مسعود : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهیم وآل عمران ـ وآل محمد ـ على العالمین » (62) .
وهذا أیضا مما رواه الشیعة فی کتبهم بطرقهم .
س ـ حول « آیتین سقطتا من المصحف »
روى الحافظ جلال الدین السیوطی عن أبی سفیان الکلاعی : أن مسلمة ابن مخلد الانصاری قال لهم ذات یوم : أخبرونی بایتین من القرآن لم تکتبا فی المصحف ، فلم یخبروه ـ وعندهم أبو الکنود وسعد بن مالک ـ :
قال لی مسلمة : « إن الذین آمنوا والذین هاجروا وجاهدوا فی سبیل الله بأموالهم وأنفهسم ، ألا أبشروا أنتم المفلحون .
والذین آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القول الذین غضب الله علیهم ، اولئک لاتعلم نفس ما اخفی لهم من قرة أعین جزاء بما کانوا یعملون » (63) .
وظاهرهذا الحدیث : أن مسلمة کان یعتقد بأن الایتین من آیات القرآن الحکیم حقیقة ، ولکن سقطتا ولم تکتبا فی المصحف .
ولو لم تکن الایتان من القرآن العظیم لردعلیه الحاضرون ذلک ، وکان عذرا لهم فی عدم إخبارهم إیاه عن الایتین .
ع ـ حول « عدد حروف القرآن الکریم »
روى الحافظ السیوطی عن عبدالله بن عمر بن الخطاب أنه قال : « لا یقولن أحدکم قد أخذت من القرآن کله ، وما یدریه ما کله ؟ ! قد ذهب منه قرآن کثیر ، ولکن لیقل : قد أخذت منه ما ظهر » (64) .
وروى الحافظ المذکور أیضا عن الطبرانی عن عمر بن الخطاب أنه قال : « القرآن ألف ألف (وسبعة وعشرون آلف) حرف » (65) .
إن المستفاد من هذین الحدیثین هو : ضیاع أضعاف هذا القرآن الموجود بین الناس .
فابن عمر ینهى عن أن یقول قائل : « قد أخذت من القرآن کله » موضحا ذلک بقوله : « قد ذهب منه قرآن کثیر » ثم یأمر بأن یقول : « قد أخذت منه ما ظهر » أی : ما بقى .
وأما عمر بن الخطاب فقد ذکر عدد حروف القرآن الکریم الذی نزل على النبی صلى الله علیه وآله وسلم ، وهذا العدد أکثر بکثیر من عدد حروف القرآن الموجود .
للبحث صلة . . .

الهوامش

(1) روح المعانی 1 : 25 .
(2) إعجاز القرآن : 44 .
(3) مسند أحمد 5 : 129 .
(4) الاتقان فی علوم القرآن 1 : 271 .
(5) سورة اللیل : 3 .
(6) صحیح البخاری 6 : 210 .
(7) صحیح الترمذی 5 : 191 ، صحیح مسلم 1 :565 .
(8) سورة الذاریات : 58 .
(9) مسند أحمد 1 : 394 ، صحیح الترمذی 5 : 191 .
(10) سورة الجمعة : 9 .
(11) الدر المنثور 6 : 219 .
(12) الدر المنثور 5 : 179 .
(13) کنز العمال 2 : 567 .
(14) الاتقان فی علوم القرآن 3 : 82 ، الدر المنثور 5 : 180 عن أبی عبیدة فی الفضائل وابن الانباری وابن مردویه .
(15) الدر المنثور 5 : 180 .
(16) الدر المنثور : 3 : 208 .
(17) الدر المنثور 3 : 208 .
(18) الدر المنثور 3 : 208 .
(19) الدر المنثور 3 : 208 .
(20) صحیح مسلم 2 : 726 ح 1050 ، المستدرک على الصحیحین 2 : 224 ، الدر المنثور .
(21) الاتقان فی علوم القرآن 1 : 226 .
(22) مبانی تکملة المنهاج 1 : 196 .
(23) صحیح البخاری 8 : 208 .
(24) صحیح البخاری 8 : 208 .
(25) صحیح مسلم 3 : 1317 .
(26) مسند أحمد 1 : 40 و55 .
(27) الموطأ 2 : 824 | 10 .
(28) مسند أحمد 1 : 36 و 43 .
(29) الاتقان فی علوم القرآن 1 : 206 .
(30) السنن لابن ماجة 1 : 625 | 1944 .
(31) الاتقان فی علوم القرآن 3 : 82 .
(32) صحیح البخاری 8 : 208 .
(33) الاتقان فی علوم القرآن.
(34) الاتقان فی علوم القرآن 3 : 83 .
(35) صحیح مسلم 2 : 726 | 1050 .
(36) الدر المنثور ، الاتقان 30 : 83 .
(37) الدرالمنثور اورده مثله باسناده عن ابن عباس 6 : 378 .
(38) الدر المنثور .
(39) الدر المنثور .
(40) الدر المنثور .
(41) الدر المنثور 6 : 378 .
(42) جامع الاصول 2 : 500 | 972 .
(43) المحاضرات .
(44) الاتقان 3 : 84 .
(45) سورة النساء : 24 ، انظر : الدرالمنثور 2 : 139 وما بعدها .
(46) المستدرک علىالصحیحین 2 : 305 .
(47) التفسیر الکبیر 10 : 51 .
(48) الکشاف 1 : 519.
(49) الاتقان فی علوم القرآن 3 : 82 .
(50) صحیح مسلم 2 : 726 .
(51) الدر المنثور 5 | 183 .
(52) الدر المنثور 5 : 183 .
(54) سورة الاحزاب : 25 .
(55) الدر المنثور 5 : 192 .
(56) فتح الباری فی شرح البخاری 8 : 158 .
(57) الموطأ 1 : 138 | 25 .
(58) الموطأ 1 : 139 | 26 .
(59) الدر المنثور 1: 302 .
(60) السنن لابن ماجة 1 :625 .
(61) الدر المنثور 2 : 298 .
(62) تفسیر الثعلبی ـ مخطوط ـ .
(63) الاثقان فی علوم القرآن 3 : 84 .
(64) الاتقان فی علوم القرآن 3 : 81 .
(65) الاتقان فی علوم القرآن : 1 : 242 .

مقالات مشابه

نقد و بررسي روايتي در تحديد قرآن به سه بخش

نام نشریهحسنا

نام نویسندهمحدثه ایمانی

نقد كتاب مقدس: خاستگاه تاريخي ـ معرفتي و تأثير آن بر مطالعات قرآني

نام نشریهمعرفت ادیان

نام نویسندهجعفر نکونام, نفیسه امیری دوماری

تعارض اختلاف قرائات و عدم تحریف قرآن

نام نشریهمطالعات قرآنی

نام نویسندهسیدمرتضی پور ایوانی